من هو النبي الذي فقد بصره
إن البصر من أعظم النعم التي منحها لنا الله سُبحانه وتعالى، لذا نجد أن فقدان البصر من الابتلاءات التي يبتلي الله عز وجل بها عباده ليختبر بها مدى صبرهم وقوة تحملهم، بالطبع إن الأنبياء هُم أكثر الناس صبرًا على البلاء، لذا سنذكر من خلال مقالنا هذا، كافة المعلومات عن نبي الله الذي فقد بصره.
من هو النبي الذي فقد بصره
إن الأنبياء هُم اكثر البشر صبرًا على الابتلاء، حيثُ ابتلى الله سُبحانه وتعالى سيدنا “يعقوب” بفقدان البصر نتيجة لبكائه المُستمر على ابنه سيدنا يُوسُف “عليه السلام”، قال تعالى على لسان سيدنا يعقوب “وَقالَ يا أَسَفى عَلى يوسُفَ وَابيَضَّت عَيناهُ مِنَ الحُزنِ فَهُوَ كَظيمٌ”.
على الرغم من بُكاء سيدنا يعقوب المُستمر على فقدان فلذه كبده، ألا انه لم يفقد الأمل في الله عز وجل، وكان يثق برحمه الله به وبقلبه، حيثُ كان سيدنا يُوسُف أحب الأبناء إلى قلبه، مما أدى إلى شعور أخوته بالغيرة منه، فألقوه في غيابه الجُب كي يتخلصوا منه.
قصة سيدنا يعقوب
يجب على المُسلم أن يطلع على كافة المعلومات الخاصة بالأنبياء والرسل، وان يتحرى المصادر التي سيحصل على المعلومات منها كي لا تكون معلومات مغلوطة وغير صحيحة، لذا سنذكر من خلال النِّقَاط الآتية قصة سيدنا يعقوب بالتفصيل:
- نشا سيدنا يعقوب في بيت النبوة، حيثُ كان والده إسحاق بن إبراهيم عليهما السلام، أثرت تلك النشأة في بناء شخصيته بشكل كبير.
- عندما بلغ سيدنا يعقوب سن الشباب اتجه إلى بيت خاله في منطقة “حران”، وتزوج من ابنه خاله الصغرى.
- بعد مرور سبع سنوات تزوج سيدنا يعقوب من الأخت الكبرى، وكان الجمع بين الأختين في ذلك الوقت جائز.
- أنجب سيدنا يعقوب أثنى عشر ولدًا، لكنه احب سيدنا يُوسُف حُبًا شديدًا وفضله عن جميع إخوته.
- عندما بلغ يُوسُف “عليه السلام” السابعة من عمره رأى في منامه أن الشمس والقمر والكواكب يسجدون له، فنصحه أبيه ألا يقصص رؤيته على إخوته كي لا يشعرون بالغيرة منه.
- لكن اشتعلت الغيرة في قلب إخوة يُوسُف، وطلبوا من أبيهم أن يأخذوه معهم بحجه أن يلعب، قال تعالى على لسان أخوه يُوسُف” قالوا يا أَبانا ما لَكَ لا تَأمَنّا عَلى يوسُفَ وَإِنّا لَهُ لَناصِحونَ*أَرسِلهُ مَعَنا غَدًا يَرتَع وَيَلعَب وَإِنّا لَهُ لَحافِظونَ”.
- لكنهم ألقوه في البئر ليتخلصوا منه، “وجاءوا أَباهُم عِشاءً يَبكونَ*قالوا يا أَبانا إِنّا ذَهَبنا نَستَبِقُ وَتَرَكنا يوسُفَ عِندَ مَتاعِنا فَأَكَلَهُ الذِّئبُ وَما أَنتَ بِمُؤمِنٍ لَنا وَلَو كُنّا صادِقينَ*وَجاءوا عَلى قَميصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قالَ بَل سَوَّلَت لَكُم أَنفُسُكُم أَمرًا فَصَبرٌ جَميلٌ وَاللَّـهُ المُستَعانُ عَلى ما تَصِفونَ”.
كيف عاد بصر يعقوب عليه السلام
اجتمع إخوة سيدنا يُوسُف معه مرًة أخرى عندما أصبح عزيز مصر، وعندما علم يُوسُف “عليه السلام” بأن أبيه فقد بصره، أعطى قميصه إلى إخوته وأمرهم أن يلقوه على وجهه أبيه وسيرتد بصيرًا.
اتجه أخوه يُوسُف إلى أبيهم، وتمكن سيدنا يعقوب من التعرف على رائحة ابنه دون أن يراه، قال تعالى على لسان سيدنا يعقوب “وَلَمّا فَصَلَتِ العيرُ قالَ أَبوهُم إِنّي لَأَجِدُ ريحَ يوسُفَ لَولا أَن تُفَنِّدونِ*قالوا تَاللَّـهِ إِنَّكَ لَفي ضَلالِكَ القَديمِ*فَلَمّا أَن جاءَ البَشيرُ أَلقاهُ عَلى وَجهِهِ فَارتَدَّ بَصيرًا قالَ أَلَم أَقُل لَكُم إِنّي أَعلَمُ مِنَ اللَّـهِ ما لا تَعلَمونَ”.
اجتمع سيدنا يعقوب مع ابنه مرًة أخرى، وطلب إخوة يُوسُف من أبيهم أن يستغفر لهم ربهم، وعندما دخلوا على يوسف خروا له سُجدًا، وتحققت رؤية سيدنا يُوسُف
إلى هُنا، قد توصلنا إلى نهاية مقالنا هذا، حيثُ تعرفنا على قصة سيدنا يعقوب الذي فقد بصره من شده حزنه على ابنه، لكنه كان يثق في رحمه الله سُبحانه وتعالى به، فرد الله إليه بصره وتمكن من رؤية يوسف مرًة أخرى.