من هو النبي الذي قبضت روحه في السماء

يتساءل المُسلمين عن الأنبياء بصورة مُستمرة وعن مُعجزاتهم العظيمة ورغم أن القرآن الكريم والسنة النبوية كلاهما يضُمان العديد من الأنبياء إلا أن هناك أنبياء لم يتم ذكرهم في أي من الدلائل الإسلامية وبناءً على ذلك هناك أسئلة بخصوص الأنبياء المذكورين في القرآن الكريم تشغل بال المُسلمين.

من هو النبي الذي قبضت روحه في السماء

جاءت مجموعة من الروايات التي لم يستطيع أحد إثبات صحتها، حيثُ تم نسبتها إلى مروريات أهل الكتاب وذلك على أن النبي الذي قبضت روحه في السماء الرابعة هو إدريس -عليه السلام- وذلك جاء في تفسير قول الله -سبحانه وتعالى- في وصف إدريس -عليه السلام-: “وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا” سورة مريم 57.

إلا أن للعلماء أقوال أخرى في تفسير المكان الذي رُفع إليه النبي إدريس -عليه السلام- وهو الرفع المعنوي بين الناس بمعنى النبوة والوحي والرسالة، كما يُقصد به الرفع الحسي أو المادي حيثُ أشاروا إلى أنه رُفع إلى السماء السادسة وقيل إلى السماء الرابعة دون ذكرها.

لكن ثُبت بالفعل أن النبي إدريس -عليه السلام- في السماء الرابعة، وذلك في حديث الإسراء والمعراج حيثُ التقى برسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “ثمَّ عُرِجَ بنا إلى السَّماءِ الرَّابِعَةِ، فاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ عليه السَّلامُ، قيلَ: مَن هذا؟ قالَ: جِبْرِيلُ، قيلَ: ومَن معكَ؟ قالَ: مُحَمَّدٌ، قالَ: وقدْ بُعِثَ إلَيْهِ؟ قالَ: قدْ بُعِثَ إلَيْهِ، فَفُتِحَ لنا فإذا أنا بإدْرِيسَ، فَرَحَّبَ ودَعا لي بخَيْرٍ“.

معلومات عن سيدنا إدريس عليه السلام

استكمالًا للحديث عن إجابة سؤال من هو النبي الذي قبضت روحه في السماء، فقد أرسل الله -تعالى- النبي إدريس -عليه السلام- في الفترة الواقعة ما بين سيدنا آدم -عليه السلام- وبين سيدنا نوح -عليه السلام- والتي تصل إلى 10 قرون.

كان الناس خلال تلك الفترة يعبدون الله -سبحانه وتعالى- لكن بعد ذلك بدأوا بالاتجاه إلى عبادة الأصنام، وسيدنا إدريس -عليه السلام- سِبط شيث -عليه السلام- كما أنه جد سيدنا إبراهيم -عليه السلام- وأول من نال شرف النبوة بعد سيدنا آدم وشيث -عليهما السلام-.

نشأة سيدنا إدريس عليه السلام

ذكر الله -سبحانه وتعالى- في كتابه الكريم مجموعة من قصص الأنبياء ومن بينهم نبي الله إدريس -عليه السلام- حيثُ أشار القرآن إلى اسم النبي مرتين مرة في قوله تعالى: “وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا*وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا” والمرة الثانية في قوله تعالى: “وَإِسْمَاعِيل وَإِدْرِيس وَذَا الْكِفْل كُلّ مِنْ الصَّابِرِينَ“.

وُلد سيدنا إدريس -عليه السلام- في بابل العراقية ونشأ وتعلم فيها سُنن آدم عليه السلام، واختار مصر حتى يُبشر الناس فيها برسالة الأنبياء واستقبلوه أهل مصر واشتهر بحكمه الحكيم نظرًا إلى علمه الكبير الذي تعلمه في العراق ولُقب بأبي الحضارتين العراقية والمصرية.

عمل إدريس عليه السلام

أُطلق على سيدنا إدريس -عليه السلام- هذا الاسم بسبب كثرة دراسته للكتب السماوية التي كانت تُعلمه الملائكة عندما وقع الاختيار عليه ليكون نبيًا من أنبياء الله تعالى، حيثُ كان أول من خط بالقلم وعلم قومه وأول من اخترع أدوات الكتابة.

كان إدريس أول من أمتهن الخياطة واكتشفها، حيثُ إن الناس قديمًا كانوا يرتدون جلود الحيوانات وكان إدريس -عليه السلام- يصنع الملابس من الصوف بعد غزلها ثم يُخيطها بالإبرة ويُعلمها للآخرين ومن هنا بدأ مهنته الرئيسية بعد النبوة.

في ختام مقالنا عن سؤال من هو النبي الذي قبضت روحه في السماء فإن الإجابة هي النبي إدريس الذي كان نبيًا يتميز بالذكاء والمعرفة الكبيرة وكان يعمل في الخياطة ويُحب الخيول.