من هو النبي الذي قطع راسه

إن الأنبياء أفضل خلق الله -تعالى- الذي كرمهم على سائر الخلق وأعطاهم نعمًا كثيرة لذا يطلع المُسلمين على قصص الأنبياء والرسل للتعرف على مدى التضحيات التي بُذلت منهم في سبيل نشر دعوة التوحيد وأن في ذلك عبرة وموعظة لزيادة السعي في التقرب من الله -تعالى- ويكثر التساؤل عن بعض الأنبياء ومنهم النبي الذي قُطعت رأسه.

من هو النبي الذي قطع راسه

يقرأ المسلمين في العديد من المواقع معلومات مُختلفة يوميًا، وذلك في إطار العمل على زيادة المعرفة بالمعلومات الدينية غيرها من المعلومات الأخرى، ومن أهم الأسئلة التي يبحث عنها المُسلمين هي من هو النبي الذي قطع راسه؟

إن النبي يحيى -عليه السلام- هو النبي الذي قُطعت رأسه وهو يتعبد، وهناك روايات عديدة عن سبب مقتله مثل أنه قُتل بسبب امرأة بغي من بني إسرائيل بعد أن نهاها فأمرت بقتله، أو أنه قُتل بسبب رفضه للزواج من ابنة أحد الملوك فأمر بقتله وقطع رأسه.

الجدير بالانتباه أنه لم يرد نص واضح عن قصة مقتل يحيى -عليه السلام- ولا عن سبب قتله، بل جاء في القرآن الكريم أن من أعمال بني إسرائيل قتل الأنبياء، فقد قال الله -تعالى-: “ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ۗ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ“.

قصة يحيى عليه السلام في القرآن الكريم

استكمالًا للحديث عن من هو النبي الذي قطع راسه، سوف نسرد قصة النبي – يحيى عليه السلام في القرآن الكريم الذي يملك قرابة مع عيسى -عليه السلام- فهم أبناء خالة ولم يُسمى أحد بمثل اسمه ونسبه يُعتبر امتداد ليعقوب -عليه السلام-.

يحيى ابن سيدنا زكريا -عليه السلام- الذي رزقه الله -تعالى- غلامًا وكانت زوجته عاقر لا تلد وهو كان كبيرًا في السن، لكن لما رأى فضل الله على مريم -عليها السلام- دعا الله -تعالى- فاستجاب له ورزقه يحيى -عليه السلام- وجسده بالطاعة.

وُلد يحيى -عليه السلام- قبل ميلاد المسيح بستة أشهر وقد كان حسن الصورة ولين الجناح، بالإضافة إلى أنه كان قويًا في طاعة الله -تعالى- وكان يمتلك الحكمة الكبيرة رغم سنه الصغير وكان يدعو الناس إلى عبادة الله.

خلق الله يحيى -عليه السلام- سيدًا وحصورًا حيثُ كان يمنع نفسه عن الشهوات، كما خلقه الله -تعالى- سيدًا وكريمًا ونبيًا مرسلًا، ورغم أنه كان يعيش حياته فقيرًا إلا أنه كان ذو حكمة بالغة في صباه بارًا بوالديه ولم يكن شقيًا.

قصة يحيى مع هيرودس

هيرودس كان أحد حكماء فلسطين وكانت لديه بنت أخ أسمها هيروديا التي كانت تتمتع بقدر كبير من الجمال، وعمها كان يرغب في الزواج منها وعندما أخبر يحيى -عليه السلام- برغبته في الزواج منها رفض يحيى ذلك وقال له أنه هذا الأمر مُحرم ولا يجوز.

لكن هيرودس خالف ما أخبره به يحيى -عليه السلام- وتزوجها واشترطت عليه ابنة أخيه مهرًا لها وهو رأس يحيى -عليه السلام- ولذلك أمر هيرودس جنده بإحضار رأسه فدخلوا عليه وهو يُصلي في المحراب وقتلوه واحضروا رأسه إلى هيرودس الذي أمر بدفنه في دمشق.

الدروس المستفادة من قصة سيدنا يحيى

إن قصة سيدنا يحيى -عليه السلام- من قصص الأنبياء التي تضُم دروسًا مُفيدة للمُسملين، مثل الثبات والصبر على دعوة الله -سبحانه وتعالى- فإن هذا هو حال جميع الأنبياء في دعوتهم إلى أقوامهم، وأن الأنبياء قدوة للمُسلمين في جميع أمورهم فهم أصحاب الهمم في نشر الدعوة إلى الله -عز وجل-.

بذلك نكون قد أجبنا عن سؤال هو النبي الذي قطع راسه وهو النبي يحيى -عليه السلام- فقد قُطعت رأسه أثناء صلاته في المحراب ودُفن في دمشق في حياة أبيه زكريا -عليه السلام-.