من هو النبي الذي حفرت قبره الملائكة

أظهر الله -سبحانه وتعالى- قدرته وارادته في خلقه عندما ذكر مجموعة من القصص في القرآن الكريم التي يتجلى فيها إعجازه وفائدتها تتمثل في بيان مضمون وقواعد الرسالات السماوية التي أنزلها الله على أنبيائه مثل مُعجزة حفر الملائكة قبر لأحد الأنبياء.

من هو النبي الذي حفرت قبره الملائكة

جاءت العديد من الروايات التي توضح كيفية موت الأنبياء -عليهم السلام- في القرآن الكريم والسنة النبوية، ومن أهم الحقائق التي يكثر البحث عنها هي من هو النبي الذي حفر قبره الملائكة ويذكر أن النبي هو موسى -عليه السلام-.

جاءت رواية أبي هُريرة -رضي الله عنه- التي يُذكر فيها أن الله -سبحانه وتعالى- أرسل ملك الموت إلى موسى -عليه السلام- وعندما جاء إليه فقأ عينه فرجع الملك إلى الله -تعالى- وأخبره أن النبي لا يريد الموت فأمره الله -تعالى- بأن يعود إليه ويُخبره بأن يضع يديه على ثور وأن له زيادة سنة في عمره على كل شعرة أو الموت.

اختار النبي موسى -عليه السلام- الموت ودعا أن يُقربه الله -تعالى- من الأرض المُثدسة، وذلم لِما فيها من الفضيلة والشرف لكن لم يسأله الله -تعالى- القرب من بيت المقدس خوفًأ من اقتنان الناس به.

جاء في رواية أخرى أن ملك الموت جاء إلى موسى -عليه السلام-  وقال له: “أجب ربك: فلطمه موسى -عليه السلام- على عينه وفقأها له” وذلك في حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم-: “جاء ملَكُ الموتِ إلى موسى لِيقبِضَ رُوحَه فقال له : أجِبْ ربَّك فلطَم موسى عيْنَ ملَكِ الموتِ ففقَأ عيْنَه“.

أقوال أهل العلم عن لطم موسى لملك الموت

في إطار توضيح إجابة سؤال من هو النبي الذي حفرت قبره الملائكة، فإن أقاويل أهل العلم بخصوص مسألة لطم موسى -عليه السلام- لملك الموت قد تعددت وفيما يلي نستعرض بعضًا منها:

• القول الأول: أن موسى -عليه السلام- لم يعرف ملك الموت بسبب مجيئه إليه على هيئة رجل ودخل بيته دون استئذان وأراد الدفاع عن نفسه فقام بلطمه وفقأ عينه وهذا قول الإمام أو بكر من خزيمة.
• القول الثاني: كان موسى -عليه السلام- سريع الغضب ويرتفع شعر بدنه جبته عند ذلك، فكان هذا سبب ضربه ملك الموت بناءً على رأي القرطبي.
• القول الثالث: للأنبياء -عليهم السلام- ميزة عن باقي البشر عند الموت وهي أنهم يُخيرون عند موتهم وملك الموت لما جاء إلى موسى -عليه السلام- فلطمه وفقأ عينه اختبارًا له بسبب عدم تخييره له وهذا يدل على صحة القول أنه لما خيره بين الموت والحياة اختار الموت وذلك جاء عن القرطبي.

بعد وفاة موسى عليه السلام

استخلف الله -سبحانه وتعالى- يوشع بن نون ابن موسى -عليهم السلام- على بني إسرائيل بعد وفاة موسى -عليه السلام- وبعد الانتهاء من مدة التيه خرج بهم متوجهًا إلى بيت المقدس.

أمرهم الله-سبحانه وتعالى- حين دخلوها بقوله: “وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَـذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ * فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِّنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُون“.

لكنهم قابلوا كرم الله -تعالى- إليهم بالجحود والنكران لذلك استحقوا غضبه، وعند دخول الأرض المُقدسة بدأ يوشع في فتوحاته وتقسيم الأراضي التي غنمها على كافة أسباط بني إسرائيل الإثنى عشر، وتولى قُضاتهم الحكم بعد وفاته.

إلى هنا نصل إلى نهاية مقالنا عن من هو النبي الذي حفرت قبره الملائكة وهو موسى -عليه السلام- حينما أرسل الله -تعالى- ملك الموت إليه حتى يُخيرهُ بين الحياة والموت.