قصة كفاح ونجاح رجل الأعمال سليمان الراجحي من الحاجة إلى ملياردير الخير

Mariam

يتداول العديد من رواد السوشيال ميديا منشورات عن موقف إنساني بالغ الرقي من رجل الأعمال السعودي الراحل “سليمان الراجحي”، والذي تم تسجيله لدى موسوعة جينيس للأرقام القياسية كأكبر وقف خيري على سطح الأرض، باسم “الراجحي” وكان ذلك الوقف هو أكبر مزرعة نخيل في العالم بعدد نخيل يبلغ حوالي 200 ألف نخلة بمزرعة الراجحي بمنطقة القصيم في المملكة العربية السعودية، وقد وهبها الراجحي وقفاً لله تعالى، ويتم توزيع إنتاجها على الجمعيات الخيرية وعلى الحرمين الشريفين للإفطار في شهر رمضان المبارك.

قصة كفاح ونجاح رجل الأعمال سليمان الراجحي من الحاجة إلى ملياردير الخير

انتشرت الحكاية بشكل كبير عبر مواقع التواصل الاجتماعي والتي كانت عبارة عن رد الراجحي جميلاً لمدرس فلسطيني أعطاه ريالًا أثناء مرحلة سليمان الراجحي كطالب فقير، وقد عجز الراجحي وقتها عن سداد ريال ثمن رمزي لرحلة مدرسية، وحفظ الملياردير السعودي هذا الجميل حتى أصبح واحدًا من كبار رجال الأعمال.

وعندما اصبح الراجحي أحد أشهر رجال الأعمال حول العالم في وقتنا الحالي، قام بالبحث عن مُعلمه كثيرًا حتى عرف بمعاناته من ضيق في المعيشة، وذكَّره بنفسه وحكي له قصة الريال، وانتقل به إلى فيلا وأخبره أن الفيلا أصبحت ملكًا له، كذلك سيارة وراتب ضخم مدى الحياة ردًا للدين الذي عليه، وقال له إن فرحتي بالريال وقتها تجاوزت فرحته بالفيلا والسيارة.

قصة كفاح إنسانية «سليمان الراجحي» من الحاجة إلي ملياردير الخير
قصة كفاح إنسانية «سليمان الراجحي» من الحاجة إلي ملياردير الخير

تقسيم ثروة الراجحي

لم يتوقف الأمر مع “سليمان الراجحي” عند مُعلمه الفلسطيني، بل إنه وبعد كفاح دام لمدة 80 عام بدء فيها من الصفر حتى أصبح ملياردير، قرر أن يعود إلى نقطة الصفر مرة أخرى، ولكن هذه المرة كانت طواعية منه، وببالغ الرضا والسعادة، وذلك بتقسيمه ثروته، والتي كانت تبلغ نحو “7.4 مليارات دولار” إلى ثلثين للأعمال الخيرية، وثلث لأبنائه.

مشروعات الراجحي

أنشأ شركة أوقاف سليمان الراجحي القابضة، وقام بتوزيع الأرباح الناتجة من استثماراته المختلفة على العديد من المشروعات الخيرية التي تهتم بالفقراء وأمور التعليم وبناء المساجد، وقام ببناء جامعة سليمان الراجحي في مسقط رأسه بمنطقة البكيرية التي تهتم بالصحة والصيرفة الإسلامية، وعدد من الكليات الأخرى.

نشأة الراجحي

ترك الملياردير الراحل الدراسة في الصف الثاني الابتدائي نظرًا لضيق معيشة أهله وفقرهم الشديد، إلا إنه كان شغوفًا بالتجارة منذ سنٍ صغير، وذكر في حوار سابق له إنه اشترى طائرة ورقية بقرش واحد أثناء طفولته، ولم يكن يملك غيره، ثم بدأ في تفكيكها ليعرف كيفية صنعها ثم قام بجمع سعف النخيل وصنع المزيد من الطائرات، وباع الواحدة منها بنصف قرش.

وفي الثانية عشرة من عمره بدأ “الراجحي” في جمع البلح لأصحاب مزارع النخيل، مقابل راتب (6 ريالات) شهريًا، وعمل في شبابه شيالاً، وكناسًا، وطباخًا أيضًا، كما عمل في مجال التشييد والبناء، وأخيرًا في الصرافة، وقال الراجحي عن تلك الفترة: “كنت حمالاً ولم أكن آكل، وكنت أنتظر الثوب الوحيد حتى يجف لأرتديه مجددًا.

وعندما بلغ الخامسة عشر من عمره كان “الراجحي” يدخر كل ريال يكسبه حتى استطاع فتح أول دكان بسيط يبيع من خلاله بعض منتجات السلع الاستهلاكية وجمع 1500 ريال من عمله، وتزوج بهذا المبلغ تلبيةً لرغبة والديه ثم أكمل الأربع زوجات، اللائي قال عنهن: “وُفقت بالزواج من أربع نساء ساعدنني في حملي الكبير”.

رحلة كفاح الراجحي

بعد استمرار الراجحي في الكفاح لسنوات طويلة، عمل سليمان الراجحي مع شقيقه الأكبر صالح في مؤسسة لصرف العملات، فقد كان يقوم بتغيير العملات بشوارع مكة للحجاج، ويحمل الطرود والأمانات على ظهره ويقوم بتوصيلها إلى المطار، وكان يقطع مسافة تزيد عن 10 كيلومترات على قدميه ليوفر أجرة الشيال والنقل.

ختامًا وبوصولنا لنهاية موضوع مقالنا، نكون قد تعرفنا على أهم تفاصيل قصة كفاح إنسانية «سليمان الراجحي» من الحاجة إلي ملياردير الخير.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *