قصة هارون الرشيد والمرأة البرمكية

Mariam

قصة هارون الرشيد والمرأة البرمكية التي أدهشت الناس بكلامها وذكائها في مفردات اللغة العربية، ولقد ذكر اسم هارون الرشيد كثيرًا في العديد من كتب التاريخ فهو أشهر خلفاء الدولة العباسية، وقد تميزت الدولة في عهده بالازدهار في كافة المجالات العلمية والدينية والثقافية.

قصة هارون الرشيد والمرأة البرمكية

قصة هارون الرشيد والمرأة البرمكية

كانت هناك علاقة وطيدة بين هارون الرشيد والبرامكة، ولكن بعد فترة دارت العديد من الصراعات بينهما، وقد آتت امرأة إلى هارون الرشيد ودار بينهما الحديث التالي:

  • دخلت امرأة على الخليفة هارون الرشيد أثناء جلسته مع أصحابه، وقالت له أقر الله عينك، وفرحك بما أتاك، وأتم سعدك، لقد حكمت فسقطت.
  • فرد هارون الرشيد: من أنتي ؟
  • فقالت له: أنا امرأة من آل برمك، أنت تعرفهم جيدًا، فأنت قتلت رجالهم، وأخذت أموالهم ونوالهم.
  • رد عليه: لقد قضي أمر الله فيهم وقدره، والأموال سنردها لكم.
  • نظر الخليفة إلى أصحابه ثم قال: هل سمعتم ما قالته المرأة البرمكية وهل فهمتم معناه.
  • فردوا عليه: هذه المرأة قالت خيرًا يا خليفة المسلمين.
  • فرد عليهم: لا لم تفهموا مقصدها، لم تقل خيرًا كما تظنون، فأول حديثها قالت أقر الله عينك ومعناها أسكن الله عينك عن الحركة والعين إذا سكنت عن الحركة عُميت، وكانت تقصد هنا أعماك الله، ثم قالت فرحك بما أتاك وهي مأخوذة من كتاب الله عزوجل: “حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً”.
  • ثم قالت: أتم الله سعدك وكانت تقصد بها هنا قول الشاعر اذا تمّ شيئا بدا نقصه …ترقّب زوالا إذا قيل.
  • وقولها: لقد حكمت فسقطت وهي مأخوذة من قول الله عزوجل “وأما القاسطون فكانوا لجنهم حطبًا”.
  • تعجب الجميع من كلام المرأة وبلاغتها وكلامها العميق ومفرداتها التي تحمل معاني عديدة، فقد يبدو للجميع أنها تدعو للخليفة هارون الرشيد، ولكن في الحقيقة هي تدعو عليه.

علاقة وطيدة بين هارون الرشيد والبرامكة

كان البرامكة أقرب الطوائف إلى الخليفة هارون الرشيد ومنهم من قام بتربيته وهو في الصغر وهو يحيى بن خالد بن بريك وكان يقول له يا أبي، وعينه على الوزارة قائلاً له لقد قلدتك أمر الرعية، وأخرجته من حقي إليك، فاحكم بما تراه من صواب.

بعد ذلك سيطر البرامكة على العديد من المناصب الهامة في الدولة سواء في الوزارة أو في الجيش، وقد أحسنوا إدارة شئون البلاد، ثم بعد ذلك حدثت نكبة البرامكة واختلف المؤرخون في أسبابها فبعضهم قال أن البرامكة ليس لهم ذنبًا، وأن أسباب الخلاف بينهم وبين هارون الرشيد وصول إليهم أخبار كاذبة على لسانه لا تمت للواقع بصلة.

 تاريخ هارون الرشيد والبرامكة

عندما كان الخليفة هارون الرشيد الذي يعد خامس الخلفاء في الدولة العباسية يتولي الحكم كثرت الدسائس و الأكاذيب وكان يصل إليه العديد من الأخبار الكاذبة، لذا شعر الخليفة أن البرامكة سيشاركونه في الحكم وأن وجودهم أصبح يضر الدولة، لذا قرر التخلص منهم فقام بأخذ أموالهم وأودعهم في السجن.

كما منع الشعراء من رثاء البرامكة، وبعد وفاة هارون الرشيد تولى الأمين ابنه حكم البلاد وعفي عن البرامكة، وبذلك انتهت الخلافات بين الرشيد والبرامكة.

أسباب نكبة البرامكة

كان هناك العديد من الأسباب التي آثارت الخلافات والمشاكل بينهم وبين هارون الرشيد ومنها:

  • سرقة البرامكة أموال الدولة وتزيين حوائطهم بالذهب.
  • تكوين الفضل بن يحيى جيشًا كبيرًا مكون من خمسين ألف جندي.
  • مبايعة يحيى بن عبد الله الطالبي وزيادة قوته في الدولة.
  • انتشار الأقوال التي توضح زواج أخت هارون الرشيد من جعفر البرمكي.

ختام الحديث عرضنا لكم الحوار الذي دار بين هارون الرشيد حاكم الدولة العباسية المعروف بفطنته وذكائه، والمرأة البرمكية التي اندهش الجميع من كلامها بعد معرفة معناه، فقد كان يشير إلى أنها كانت تدعو للخليفة ولكن في الحقيقة هي تدعو عليه.