من هو النبي الذي قال انا ابن الذبيحين

هُناك العديد من القصص التي تعرفنا عليها من خلال الأحاديث النبوية، بالإضافة إلى القصص التي تتناقلها الأجيال مع مرور الزمن، تحتوي هذه القصص على بعض المعلومات الهامة التي يجب على المُسلم معرفتها، لذا نجد أن لقب “ابن الذبيحين” يرجع إلى قصة نذكرها بالتفصيل من خلال مقالنا هذا.

من هو النبي الذي قال انا ابن الذبيحين

إن المُسلم يجب أن يكون على دراية وعلم كافي بدينه، عن طريق التزود بالعلم والمعرفة والاطلاع على المعلومات الدينية من مصادر موثوقة، وأن يكون مرجعه الأساسي والرئيسي هو كتاب الله وسُنة رسول الله، نجد أنه على الرغم من اشتهار لقب “ابن الذبحين” على رسول الله، ألا أن هُناك العديد من الأشخاص لا يعرفون شيئًا عن هذا اللقب.

علاوة على ذلك، إن ابن الذبيحين هو رسول الله “مُحمد” صلى الله عليه وسلم”، واستدل العُلماء على ذلك برواية ابن كثير في كتاب تفسير القرآن “كنَّا عند رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فجاءه رجلٌ فقال: يا رسولَ اللهِ عُدْ عليَّ ممَّا أفاء اللهُ عليك يا بنَ الذَّبيحَيْن، فضحِك رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم”.

يرجع السبب لعدم معرفة المُسلمين بهذا الحديث، أنه من الأحاديث الضعيفة التي ليس لها إسناد قوي، لكن تم ذكر قصة “ابن الذبيحين” كاملة في الإسرائيليات، التي لا تُعد من المصادر الموثوقة للحصول على معلومات دينية.

سبب تسميه الرسول بابن الذبيحين

يرجع السبب إلى إطلاق لقب “ابن الذبيحين” على نبينا مُحمد صلى الله عليه وسلم إلى سببين، نذكرهما بالتفصيل من خلال السطور القادمة:

الذبيح عبد الله بن عبد المُطلب

• كان جد الرسول عبد المطلب يدعو إلى الله أن يرزقه بعشرة أولاد ذكور، وتقرب إلى الله سبحانه وتعالى بنذر في حالة رزقه الله بعشرة أولاد، فإنه سيذبح أحد أبنائه.
• بالفعل رزقه الله بعشرة أولاد وجاء وقت وفاء النذر، فقام بقرعة ووقع الاختيار على عبد الله بن عبد المطلب “والد الرسول”.
• كان عبد الله أحب الأبناء إلى أبيه، لذا لم يتمكن عبد المطلب من ذبحه، فنصحه قومه أن يذهب إلى عرافة في أرض الحجاز.
• نصحته العرافة أن يذبح مجموعة من الإبل افتداء لابنه، بالفعل قام عبد المُطلب بشراء مائة من الإبل وقام بذبحها في الحال.

الذبيح إسماعيل عليه السلام

• رأى سيدنا إبراهيم “عليه السلام” في منامه أنه يذبح ابنه، وتكررت هذه الرؤية أكثر من مرة حتى تيقن نبي الله أنه أمر من الله عز وجل.
• توجه سيدنا إبراهيم إلى ابنه إسماعيل وسرد له رؤياه، قال الله عز وجل على لسان سيدنا إبراهيم ” فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى”.
• سلم إسماعيل “عليه السلام” أمره لله عز وجل ووافق على أمره الله، وقال ” قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّـهُ مِنَ الصَّابِرِينَ*فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ*وَنَادَيْنَاهُ أَن يَا إِبْرَاهِيمُ*قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ*إِنَّ هَـذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ* وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ”.
• افتداه الله سُبحانه وتعالى بكبش عظيم، مُكافأة لهم على يقينهم بالله وتسليم أمرهم لله عز وجل.
• الجدير بالذكر أن نسب الرسول صلى الله عليه وسلم يرجع إلى نسل إسماعيل “عليه السلام”.

إلى هُنا، قد توصلنا إلى نهاية مقالنا هذا، حيثُ تعرفنا على أن “ابن الذبيحين” لقب من ألقاب الرسول صلى الله عليه وسلم، نسبًة إلى إسماعيل عليه السلام، وأبيه عبد الله بن عبد المطلب.