من هو النبي الذي فداه الله بكبش

تعرض الأنبياء والرسل لعدد من الابتلاءات كي يختبر الله قوة إيمانهم وصبرهم، لكن إن الابتلاء الأعظم عندما أمر الله سُبحانه وتعالى نبيه أن يذبح ابنه، لكن فداه الله عز وجل بكبش عظيم، الجدير بالذكر أن المُسلمين يذبحون الأضاحي في عيد الأضحى بسبب هذه القصة، كي يتقربوا إلى الله عز وجل.

من هو النبي الذي فداه الله بكبش

اخبرنا القرآن الكريم بقصص الأنبياء لترسيخ الإيمان في نفوسنا، من خلال الأحداث والمواقف التي مروا بها على مدار دعوتهم لدين الله عز وجل، كما أنهم ضحوا بالغالي والنفيس امتثالًا لأوامر الله سُبحانه وتعالى.

ذكر الله سُبحانه وتعالى في صورة الصافات أنه فدا سيدنا “إسماعيل” بكبش عظيم، قال تعالى “فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّـهُ مِنَ الصَّابِرِينَ*فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ*وَنَادَيْنَاهُ أَن يَا إِبْرَاهِيمُ*قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ*إِنَّ هَـذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ* وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ”.

الحكمة من ذبح سيدنا إسماعيل

يتساءل العديد من الأشخاص عن الحكمة وراء أمر الله عز وجل لسيدنا إبراهيم بذبح أبنه، لذا سنذكر من خلال السطور القادمة حكمة الله سُبحانه وتعالى من هذا الأمر:

ترسيخ معنى العبودية

• إن سيدنا إبراهيم من أحب الأنبياء إلى الله سُبحانه وتعالي، حيثُ أنه “أبو الأنبياء” كما أن جميع الأنبياء الذين جاؤوا من بعده من نسله.
• دعا سيدنا إبراهيم ربه أن يرزقه بولد صالح، قال تعالى على لسان نبيه إبراهيم” رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ* فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ”، فرزقه الله بإسماعيل الذي احتل مكانة كبيرة في قلبه وحبه حُبًا جمًا.
• اطلع الله على مكانة إسماعيل في قلب أبيه، فأمره أن يذبحه ليطلع على مكانه الله عز وجل في قلبه، وما كان لنبي الله وابنه أن ينفذوا الأمر مُباشرًة على الرغم من الغصة التي كانت في قلوبهم.
• فأنزل الله سُبحانه وتعالى كبش عظيم فدا به سيدنا إسماعيل.

تنفيذ أوامر الله دون جدال

• على الرغم من أن الله سُبحانه وتعالى أمر سيدنا إبراهيم بذبح فلذه كبده، ألا أنه لم يتردد خطوة واحدة، قال تعالى ” وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى”، أي انه شرع في تنفيذ الأمر دون تردد.
• الجدير بالذكر أن هذا الاختبار كان لسيدنا إبراهيم وسيدنا إسماعيل، حيثُ أفصح سيدنا إبراهيم عن ما في قلبه لوالده، فوجده صابر على هذا الابتلاء بل أنه ساعد والده في الامتثال لأوامر الله سُبحانه وتعالى.

الدروس المستفادة من قصة ذبح إسماعيل

هُناك العديد من الدروس المُستفادة التي يُمكننا أن نخرج منها من قصة ذبح سيدنا إسماعيل، من أهمها:

• عدم تعلق القلب بغير الله سُبحانه وتعالى حتى لو كان أحد الأبناء.
• الامتثال لأوامر الله عز وجل وتنفيذها دون نقاش أو جدال.
• الثقة واليقين في الله عز وجل.
• التوجه إلى بالدعاء لإنجاب ولد صالح يُعين الإنسان على متاعب الدنيا، ويدعو له عند وفاته.
• إتباع أسلوب الحوار مع الأبناء، حيثُ تحدث سيدنا إبراهيم مع ابنه بكل وضوح حول أمر الله، ولم يفرضه عليه أو يُفاجئه به.
• صبر المؤمن على الابتلاء والتوجه إلى الله سُبحانه وتعالى بأن يرزقه الأجر والثواب نظير صبره.
• اختيار أم صالحة تقوم بتربية الأبناء تربية صالحة، لذا نجد أن السيدة “هاجر” خير مثال على الأم الصالحة.

إلى هُنا، قد توصلنا إلى نهاية مقالنا هذا، حيثُ تعرفنا على كافة المعلومات عن نبي الله الذي فداه الله بكبش عظيم، مُكافأة نظير امتثاله وتلبيته لأوامر الله سُبحانه وتعالى في الأرض.